لما بنجي نتكلم عن البحث النوعي، بنلاقي إن الموضوع أعمق من مجرد تجميع وتحليل بيانات. فيه حاجة أساسية بتأثر على كل خطوة في البحث اللي بنعمله، وهي “الإبستمولوجيا” أو فلسفة المعرفة. الإبستمولوجيا بتسألنا: إيه هو نوع المعرفة اللي إحنا بنحاول نوصل لها؟ وإزاي نقدر نعرف إن اللي اكتشفناه ده حقيقي؟ تعالوا نفهم أكتر إيه هي الإبستمولوجيا وإزاي بتأثر على البحث النوعي.
إيه هي الإبستمولوجيا في البحث؟
الإبستمولوجيا هي دراسة الأسئلة اللي بتدور حوالين المعرفة: إزاي نعرف اللي نعرفه؟ وإيه اللي بيخلينا نصدق إن اللي وصلنا له ده فعلاً صحيح؟ في البحث النوعي، الإبستمولوجيا بتحدد الأساس اللي بنبني عليه كل حاجة، من طريقة جمع البيانات لحد تحليلها وتفسيرها.
إيه هي انواع الإبستمولوجيا؟
فيه مواقف إبستمولوجية مختلفة في البحث النوعي، وكل موقف بيعبر عن طريقة مختلفة لفهم العالم. خلينا نستعرض شوية من المواقف دي:
الوضعية (Positivism): الموقف ده بيقول إن الحقيقة موجودة، وإحنا نقدر نلاقيها عن طريق الملاحظة والتجربة. الباحثين اللي بيتبنوا الوضعية بيشوفوا إن العالم الخارجي موجود بشكل موضوعي، وإننا ممكن نعرفه من خلال البيانات اللي نجمعها باستخدام طرق علمية. ده الموقف اللي غالباً بيتبناه البحث الكمي.
التفسيرية (Interpretivism): على العكس من الوضعية، الموقف التفسيري بيقول إن الحقيقة مش حاجة واحدة موجودة، لكن ممكن تبقى مختلفة حسب تفسير الناس لها. البحث النوعي اللي بيتبع التفسيرية بيهتم بفهم إزاي الناس بيفسروا تجاربهم الشخصية ومعانيهم.
البنائية (Constructivism): الموقف البنائي بيقول إن الحقيقة ما بتتكونش بشكل موضوعي، لكن الناس هما اللي بيبنوا الحقيقة دي من خلال تفاعلاتهم وتجاربهم. الباحثين هنا بيهتموا بفهم إزاي المعرفة بتتبني في سياقات اجتماعية وثقافية معينة.
الاستماع الاجتماعي للسوشيال ميديا بيكون جزء من البحث النوعي اللي بيعتمد على الموقف الإبستمولوجي اللي هو التفسيرية (Interpretivism) أو حتى البنائية (Constructivism). في الحالتين دول، الاستماع الاجتماعي بيكون وسيلة لفهم وتفسير آراء الناس وتجاربهم ومشاعرهم عن طريق مراقبة وتحليل المحتوى اللي بينشروه على وسائل التواصل الاجتماعي.
الاستماع الاجتماعي بيساعدنا نعرف إزاي الناس بيتفاعلوا مع العلامات التجارية أو المنتجات في حياتهم اليومية، وده بيدينا فكرة عن إزاي هما بيفسروا تجاربهم الشخصية. هنا بنكون مهتمين بفهم السياق والقصص اللي الناس بتحكيها، مش بس جمع أرقام أو بيانات رقمية، وده اللي بيخلي الاستماع الاجتماعي مرتبط بالبحث النوعي.
طيب فين بيظهر الاستماع الاجتماعي Social Media Listening في البحث النوعي؟
- طريقة جمع البيانات: الاستماع الاجتماعي بيستخدم عشان نسمع للي بيقوله الناس على منصات زي فيسبوك، تويتر، وإنستاجرام، ونفهم الطريقة اللي بيتكلموا بيها عن موضوعات معينة.
- تحليل البيانات: في البحث النوعي بنحلل المشاركات والتعليقات والمحادثات اللي الناس بيعملوها عشان نطلع منها رؤى ومعاني. هنا مفيش إحصائيات، لكن بنفهم التجارب والقصص من كلام الناس.
لو مثلاً شركة بتستخدم الاستماع الاجتماعي عشان تعرف إيه رأي الناس في منتج جديد، فهي بتحلل التعليقات والمشاركات اللي الناس كتبها عشان تفهم إذا كانت آراؤهم إيجابية ولا سلبية، وإيه الحاجات اللي عجبتهم أو اللي ضايقتهم. الطريقة دي بتدي الباحثين نوعية من المعلومات النوعية اللي بتساعدهم يفهموا ليه الناس بيتصرفوا أو بيقولوا حاجات معينة.
إزاي الإبستمولوجيا بتأثر على تصميم البحث؟
الفهم الإبستمولوجي بيأثر على تصميم البحث من البداية للنهاية. لو إنت باحث وضعى، هتستخدم أدوات وأساليب علمية زي الاستبيانات والإحصائيات عشان تجمع بيانات موضوعية. لكن لو إنت باحث تفسيري أو بنائي، هتركز أكتر على المقابلات والملاحظات عشان تفهم وجهات نظر الناس وتجاربهم الشخصية.
الموقف الإبستمولوجي اللي بتختاره بيأثر على كل قرار في البحث:
- طريقة جمع البيانات: الباحث الوضعي هيدور على أرقام وحقائق، لكن الباحث التفسيري هيهتم بجمع قصص وآراء.
- تحليل البيانات: في البحث الوضعي، البيانات بتتحلل بطريقة موضوعية، زي استخدام الإحصائيات. أما في البحث التفسيري، التحليل بيكون مرتبط بفهم المعاني والقصص اللي الناس بيحكوها.
- النتائج والاستنتاجات: في البحث الوضعي، النتائج بتكون عبارة عن حقائق واضحة. أما في البحث التفسيري أو البنائي، النتائج بتكون عبارة عن فهم عميق ومعقد لتجارب الناس.
حبيبي وعزيزي القاريء، الإبستمولوجيا هي الأساس اللي بيحدد طريقة تفكير الباحثين في البحث النوعي. كل موقف إبستمولوجي بيأثر على طريقة تصميم البحث، جمع البيانات، وتحليلها. الفهم العميق للإبستمولوجيا بيساعدنا نعمل أبحاث أكتر دقة وفهم للعالم اللي حوالينا من منظور الناس وتجاربهم. لو عرفت حاجه جديده، ادعيلي. ده هيكون الكنز بالنسبة ليا.